لكي تتحمس لاستغلال رمضان في الطاعات اتبع التعليمات التالية :
1-                    الإخلاص لله في الصيام:
الإخلاص لله تعالى هو روح الطاعات , ومفتاح لقبول                    الباقيات الصالحات ,وسبب لمعونة وتوفيق رب الكائنات , وعلى قدر                    النية والإخلاص والصدق مع الله وفي إرادة الخير تكون معونة الله                    لعبده المؤمن , قال ابن القيم – رحمه الله - : (وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته                    في ذلك يكون توفيقه سبحانه وتعالى وإعانته ... ) 
وقد أمرنا الله جل جلاله بإخلاص العمل                    له وحده دون سواه فقال تعالى { وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ                    لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ }                    الآية . [ البينة :5 ]
فإذا علم الصائم أن الإخلاص في الصيام                    سبب لمعونة الله وتوفيقه هذا مما يحفز المؤمن لاستغلال رمضان في                    طاعة الرحمن سبحانه وتعالى . ( صيام + إخلاص لله ) = حماس وتحفيز .
2-                    معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بمقدم هذا                    الشهر الكريم :
وخصلة أخرى                    تدعوك للتحمس لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن ألا وهي : معرفة أن                    الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه فيقول : ( جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله                    عليكم صيامه ... الحديث )                    وهذا يدل على عظم استغلال رمضان في الطاعة والعبادة , لذا بشر به                    الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام ليستعدوا لاغتنامه                    .
3-                    استشعار الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين ومنها                    :
أ- أن أجر الصائم عظيم لا يعلمه إلا الله عز                    وجل ( كل عمل ابن آدم له إلا                    الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) .
ب- من صام يوماً في سبيل الله يبعد الله عنه                    النار سبعين خريفاً, فكيف بمن صام الشهر كاملاً                    .
ج- الصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخل                    الجنة .
د- في الجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا                    الصائمون .
هـ- صيام رمضان يغفر                    جميع ما تقدم من الذنوب .
و- في رمضان تفتح                    أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران .
ز-                    يستجاب دعاء الصائم في رمضان .
[ أخي هلا أدركت الثواب العظيم الذي أعده                    الله للصائمين . فما عليك إلا تشمر عن ساعد الجد , وتعمل بهمة                    ونشاط لتكون أحد الفائزين بتلك الجوائز العظيمة ] .
4-                    معرفة أن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار                    من أنواع العبادات :
(                    وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور                    ) , ومما يزيدك تحمساً                    لاستغلال رمضان أن تعلم أن رسولك العظيم صلى الله عليه وسلم كان                    يكثر من أنواع العبادات من صلاة , وذكر ودعاء وصدقة , وكان يخص                    هذا الشهر من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور الأخرى , فهل لك                    في رسول الله قدوة وأسوة ؟ والله تعالى يقول : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ                    أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [الأحزاب                    :21 ] فتكثر من أنواع الطاعات في هذا الشهر .
5-                    إدراك المسلم البركة في هذا الشهر الكريم , ومن ملامح هذه البركة                    حتى تزيدك حماساً :-
أ-                    البركة في المشاعر الإيمانية : ترى المؤمن في هذا الشهر قوي الإيمان , حي القلب , دائم                    التفكر , سريع التذكر , إن هذا أمر محسوس لا نزاع فيه أنه بعض                    عطاء الله للصائم .
ب-                    البركة في القوة الجسدية :                    فأنت أخي الصائم رغم ترك الطعام والشراب , كأنما ازدادت قوتك                    وعظم تحملك على احتمال الشدائد , ومن ناحية أخرى يبارك الله لك                    في قوتك فتؤدي الصلوات المفروضة , ورواتبها المسنونة , وبقية                    العبادات رغم الجوع والعطش .
ج- البركة في الأوقات : تأمل ما يحصل من بركة الوقت بحيث تعمل في اليوم والليلة                    من الأعمال ما يضيق عنه الأسبوع كله في غير رمضان                    .
** فاغتنم بركة رمضان وأضف إليها بركة القرآن                    , واحرص على أن يكون ذلك عوناً لك على طاعة الرحمن , ولزوم                    الاستقامة في كل زمان ومكان .
وهذا مما يزيدك تحمساً وتحفزاً                    على استغلال بركة هذا الشهر .
6-                    ومما يعين على التحمس لاستغلال هذا الشهر الفضيل في الطاعة                    :
استحضار خصائص شهر رمضان .
**أخي الحبيب خص الله                    شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها :                   
1- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح                    المسك .
2- تستغفر الملائكة للصائمين حتى                    يفطروا.
3- يزين الله في كل يوم جنته ويقول :                    ( يوشك عبادي الصالحون أن                    يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك ) . حديث                    ضعيف جداً كما قال الألباني رحمه الله في ضعيف الترغيب برقم                    586.
4- تفتح                    أبواب الجنة وتغلق أبواب النار .
5- فيه ليلة القدر هي                    خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله                    .
6- يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان                    .
7- لله عتقاء من النار في آخر ليلة من رمضان                    .
7- استشعار أن الله                    تعالى اختص الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال :
ومزية عظيمة يحصل عليها مستغل رمضان في                    الخير ، تجعل المرء لا يفرط في رمضان ألا وهي : أن الله تعالى                    اختص قدر الثواب والجزاء للصائم لنفسه من بين سائر الأعمال كما                    في الحديث قال صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل :                    ( كل عمل ابن آدم له إلا                    الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ... ) إن هذا الاختصاص مما يزيد المؤمن حماساً لاستغلال هذا                    الفضل العظيم .
8-                    معرفة مدى اجتهاد الصحابة الكرام والسلف الصالح في الطاعة في هذا                    الشهر الكريم :
لقد أدرك                    الصحابة الأبرار فضل شهر رمضان عند الله تعالى فاجتهدوا في                    العبادة ، فكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن ، وكانوا                    يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان ؟ وإطعام                    الطعام وتفطير الصوام ، وكانوا يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة الله ،                    ويجاهدون أعداء الله في سبيل الله لتكون كلمة اله هي العليا                    ويكون الدين كله لله .
9-                    معرفة أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة :
وخصلة أخرى تزيدك تعلقاً بالصيام وحرصاً                    عليه هي أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة ، عند الله تعالى ،                    ويكون سبباً لهدم الذنب عنه ، فنعم القرين ، قرين يشفع لك في                    أحلك المواقف وأصعبها ، قال صلى الله عليه وسلم : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة                    : يقول الصيام أي ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه                    ، ويقول القرآن ربّ منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان                    ) [ رواه أحمد في المسند                    ].
10-                    معرفة أن رمضان شهر القرآن وأنه شهر الصبر :
وأن صيامه وقيامه سبب لمغفرة الذنوب ، وأن                    الصيام علاج لكثير من المشكلات الاجتماعية ، والنفسية ، والجنسية                    ، والصحية .
** فمعرفة كل هذه                    الخصال الدنيوية والأخروية للصائم مما يحفز على استغلاله                    والمحافظة عليه .
هذه بعض الحوافز التي تعين المؤمن على استغلال مواسم الطاعات ، وشهر الرحمات والبركات ، فإياك والتفريط في المواسم فتندم حيث لا ينفع الندم قال تعالى : {وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا } [ الإسراء :21 ]
نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
المراجع : كتب ورسائل تتعلق بشهر رمضان .
منقول
